الاثنين، 20 أغسطس 2012

الشيخ جمال العصفور ثائر وشهيد

علي اليمين الشيخ جمال

الشيخ جمال العصفور ثائر وشهيد


 

 

19 أغسطس الذكرى التاسعة والعشرون لإستشهاد الشيخ جمال الدين العصفور

الشيخ جمال العصفور ثائر وشهيد

الموضوع: مكتوب بواسطة أحد أبناء المعامير المكافحة

 

في عام 1995م عندما كنت مسجونا في العدلية سألني أحد السجانين من اصحاب البشرة السوداء من أي منطقة أنت؟

فأجبته من المعامير.

قال ما شاء الله هل تعرف الشيخ جمال؟

فقلت: نعم.

قال: كنت أتولى حراسته في الزنزانة.

فقلت له: حدثني عنه؟

قال: كان الشيخ يملك شخصية صلبة وفي نفس الوقت كان دائم الابتسامة الى درجة انه اصبح صديقي فكنت امزح معه، وفي كل ليلة اطلب منه ان يقرأ لي مصيبة مسلم بن عقيل وبعض القصائد الحسينية وكنت استمع له ولصوته الجميل، ورغم الفارق بيني وبينه لكني احببته كثيرا، فمن هو الشيخ جمال العصفور؟

هو الشهيد الشيخ جمال بن الشيخ علي بن محمد بن محسن العصفور، ولد في العام 1958م في فريق الحياكة بمدينة المحرق، ثم انتقل وعاش في قرية المعامير، درس المرحلة الابتدائية في مدارس البحرين ثم أكمل دراسته في مدارس الجمهورية العراقية في النجف الأشرف، ثم التحق بالدراسات الدينية في مدينة قم المقدسة مع والده، ودرس على أيدي العديد من العلماء والفضلاء، وتعلم اللغة الفارسية، وحينها وصل إلى مرحلة السطوح لكنه لم يتمها حيث عاد إلى البحرين وعمل في سلك التدريس في مدارس البحرين الأكاديمية، برع في الخطابة الحسينية وتولى الإرشاد الديني في مواسم الحج والعمرة، تميز بالخلق والطيب وكان محبوبا بين الناس، وعرف بالذكاء والتقدم في الدراسة، وتميز بالشجاعة حتى عندما كان وسط السجن حيث كان يحمل نفسية صلبة ودائم التفاؤل، وكان بشوشا كثير الابتسامة، له العديد من الأنشطة والمواقف ومنها:

تأسيس (جماعة أنصار الشهداء) في العام 1979م، وقد قامت حركته بعدة أعمال لمواجهة ظلم وتعسف السلطة في ذلك الحين، وقامت بالتضامن مع تحركات الشيخ محمد علي العكري، وكان الشهيد أحد أعضاء الوفد الشعبي الذي ذهب إلى الجمهورية الإسلامية مهنئا امام الأمة الإمام الخميني (قدس) بانتصار الثورة المباركة.

وقاد الشهيد إحدى أكبر التظاهرات الشهيرة في تاريخ البحرين يوم الجمعة 29شهر رمضان 1399هـ إثر إعتقال بعض العلماء وهم: والده العلامة الدكتور الشيخ علي بن محمد بن محسن العصفور وفضيلة الشيخ جاسم قمبر وفضيلة الشيخ محمد علي العكري، له العديد من المحاضرات المسجلة على أشرطة كاسيت، وكتب الكثير من المقالات التي نشرت في الصحف والمجلات، تولى تعليم الصلاة والتدريس في مساجد القرية.

 

اعتقل الشهيد مع أعضاء حركته في شهر مارس 1981م، وقد دوهمت مقرات الحركة، وصودرت منها بعض المقتنيات والنشرات، وتعرض هو وأصحابه الكرام لأشد أنواع التعذيب والتنكيل على يد الجلادين، ثم قدم للمحاكمة فمثل الشهيد وأعضاء الحركة أمام محكمة أمن الدولة وحكم عليهم بالسجن لمدة سبع سنوات، وحينها هزأ الشهيد بالقاضي قائلاً: نحن كنا نتمنى الشهادة وأنت تهددنا ببضع سنين!!

أما سبب شهادته فإثر التعذيب الوحشي الذي تعرض له على يد الجلادين، وإثر وضع السم له من قبل الأجهزة الأمنية في طعامه في السجن أثناء إفطاره في شهر رمضان المبارك 1401هـ، إشتد به المرض من جراء ذلك، فتسمم كلّ دمه، فاحتاج إلى تغيير الدم فسلمته الداخلية إلى أهله مخافة أن يستشهد عندهم، وقام أهله بنقله إلى مستشفى السلمانية، وأعلن عن احتياجه للدم، فتسارع الناس إلى المستشفى للتبرع بالدم، فمنع النظام المستشفى من الإستمرار في معالجته، فأخذه أهله إلى مستشفى خاص (مستشفى البحرين الدولي)، وبعد يومين انتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها صارخة مظلومة مما لقت من مجرمي الحقبة الأمنية السوداء.

استشهد في يوم الأربعاء 19/8/1981م الموافق 17 شوال 1401هـ، وقد شيع الشعب جنازة الشهيد بمشاعر ملتهبة، وهتافات وشعارات منددة بالسلطة الحاكمة ورموزها، وانطلقت الجنازة من قرية المعامير إلى مقبرة الشيخ سهلان في العكر حيث وُرى الجثمان في مثواه الأخير وما يزال قبره مزارا يؤمه المحبين لهذا الشهيد الغالي في قلوب الناس.

 

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق