الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

الدكتور المعتقل باسم ضيف: أدرك شيعتك ياعلي ياعلي



على العهد باقون يا أبا الحسنين




لم تعيقنا جدران السجن المظلمة أو زنازينها الضيقة في إحياء ذكرى وفاة الإمام علي عليه السلام في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان والليلتين اللتين تلتهما.



 كنا نترقب هذا اليوم بالرغم من عدم وجود تقويم الشهر لدينا لكن كان كل واحد منا يحفظ اليوم وتاريخيه خاصة نحن بشهر رمضان الكريم ،لكننا جميعا لم نكن نتوقع بأن يسمح لنا بإحياء وفاة الإمام علي في المعتقل، ولم يجرؤ أحد منا على طلب إحياء الوفاة من إدارة السجن



 إلا أن السيد علوي أبو غايب وبشجاعته الهاشمية، تقدم للملازم المسؤول وطلب منه السماح لنا بإحياء وفاة الإمام علي موضحا له بأن إحياء هذه الشعيرة إنما جزء من عقيدتنا نمارسها من قديم الأزمان، كما وعده بأن الجميع سيلتزم بالوقت والمكان المحدد، ولن يتعدى أي منا الحدود التي وضعها ملازم السجن لنا


 وبناء على ذلك سمح لنا بإحياء وفاة الإمام وتم فتح الزنازين جميعها في العنبرين الخامس والسادس ، إضافة إلى تخصيص الساحة الخارجية للعنبر لإقامة شعيرة اللطم 


كم كانت فرحتي غامرة لذلك فإحياء هذه الشعيرة كانت بالنسبة لي كمتنفس أستنشق منه نسيم الكرامة والعزة والشجاعة من إمام المتقين علي ابن أبي طالب، لذا بدأت مع زملائي بتنظيم زنزانتنا حتى تستوعب أكبر عدد من المعزين من الزنازين الأخرى 



وتطوع الدكتور حسن التوبلاني بقراءة المقتل ، أما أنا وزملائي فكنا من المستمعين، كان تفاعلنا مع القراءة كبيرا جدا، بالنسبة لي تخيلت أني استمع للملا في مأتم حسن محمود وقد اتخذت زاوية في ذلك المأتم استمع للمرثيات التي طالما تعودت على سماعها في وفاة الإمام علي ( تهدمت والله أركان الهدى) ، لقد أجاد الدكتور حسن في نقلنا إلى أجواء الوفاة والتعزية


وبعد انتهاء القراءة قمنا بتوزيع بعض الطعام على الضيوف المعزين من الزنازين الأخرى، ولأن الزنزانة كانت لا تتسع للجميع فقد قام إبراهيم الدمستاني بالقراءة للبقية في الزنزانة الأخرى.


بعد الانتهاء من القراءة توجهنا لزيارة الإمام علي وبصوت السيد علوي الشجي بدأت رحلتي للنجف الأشرف فتراءت لي القبة الشريفة والمنارتين العاليتين المذهبتين، وجدت نفسي تحلق حول الحضرة العلوية فناديت :


 يا علي ياأمامنا أدركنا ، فنحن محتاجون لكراماتك فقد جار الزمان علينا وشمت الأعداء بنا، أدرك شيعتك يا علي يا علي،،،،،


 بعد انتهاء الزيارة توجهنا للساحة الخارجية للعنبر، وأخذنا نرتب صفوفناعلى هيئة حلقات بناء على تعليمات رادودنا الكبير السيد علوي أبو غايب ، وبمجرد أن بدأ السيد بإلقاء المرثيات واللطميات انتقلت روحي إلى مسقط رأسي المنامة الحبيبة، لا سيما بأن معظم زملائي في السجن كانوا من عوائل المنامة الأصيلة مثل:

بن رجبالمخرقالعريضضيفالعلويالحمدالقصاب. 




نعم أنا الآن أمشي مع موكب عزاء القصاب وفي الطرف الآخر اسمع عزاء مأتم بن رجب (ألا وهو عزاء العنبر الآخر) ، وفي ذلك الدهليز عزاء مأتم حجي عباس ،،، يا لها من شعور كان بالنسبة لي خليط من الفرح والحزن ، فالحزن لمصاب فقد إمامنا والفرح بأن هذه الأجواء نقلتني إلى مدينتي المنامة



المصدر

http://www.twitlonger.com/show/indam4

0 التعليقات:

إرسال تعليق