(من كتاب جرائم التجنيس و الابادة في البحرين،ص91 ، نشر دار الصحف ببيروت، 2010 ، داود ربيع)
من بين الممنوحين الجنسية مغنية ، من سوريا ، تسمى (أصالة) ، قالت أنها لم تطلب الجنسية ، و هي مندهشة مثل الشعب البحريني، و تقسم إنّها لا تعرف كيف حدث هذا ، (جلالة الملك أمر بمنحي الجنسية البحرينية) ، و لا تعتقد أنّ الشكر من خلال الهاتف، و لكنها ستشكره بطريقتها الخاصة، أغنية شكر، و هذا كل شئ تقدر عليه، حسب تعبيرها! هكذا يتاجر بجنسية أصبحت مستباحة لوطن مستباح ، و لدرجة أنّ الآخرين لا يصدقون أنّ ذلك يحصل ، و أنّ جنسية بلد تعبر عن كرامته و عزته رخيصة عند الحاكم لهذه الدرجة ، و اندهش موظفوا الداخلية اللبنانية في مطار بيروت بجواز المغنية البحريني في زيارة لها سنة 2006 ، لقد كان الارتكاز الذهني المفقود من عقل الحاكم البحريني موجود في عقول صغار الموظفين اللبنانيين، و هو أنّها لا تستحق هذا الجواز و لا الجنسية، و أنّ الحاكم يمنح ما لا يملك ، و يتاجر بغير بضاعته !!.
يحصل هذا في وقت يحرم منه البحرينيون أبا عن جد من الرجوع إلى بلدهم ، و عائلة الحاج صالح الستراوي مثالا ، حيث حرمت من العودة و هي عائلة بحرينية ، و ترفض السلطات تجديد جوازات من بقى من أبناء الحاج صالح ، و يحرم أبناءهم البحرينيين من الحصول على الجواز البحريني.
و نسبت مصادر معارضة بحرينية أنّ مغنيا أمريكيا مشهورا ، و هو (مايكل جاكسون) هرب من دعاوى بالفساد الأخلاقي من الولايات المتحدة ، فاستقبله النظام و أبنائه في البحرين ، و حل عليهم ضيفا مكرما مبجلا لفترة من الوقت ، و لكن ما لبث أن قاضاه ابن الحاكم عبد الله بن حمد آل خليفة برد أموال قيمتها سبعة ملايين دولار ادّعى أنّه قدمها لجاكسون أثناء أزمته المالية ، لكن جاكسون يتذرع بعدم وجود اتفاق ملزم وانّ قضية عبد الله بن حمد قائمة على خطأ وتحريف ونفوذ مفرط ، و ما لبث المغني إلا قليلا و مات و ذهبت أموال الشعب البحريني المسروقة في محبة المغنيين و المغنيات و الراقصين و الراقصات !!!.
و بلغ كرم النظام هنا قمته في استضافة المغنيين و الهاربين من آثار القضاء و العدالة في بلدانهم و المتأزمين نفسياً وماليا ، و بأي استحقاق نال المغني و من قبله المغنية و غيرهم الجنسية البحرينية؟ فلا ميلاد في البحرين و لا إقامة ، و لا لغة و لا عروبة و لا خدمات جليلة ظاهرة للعيان .
كتاب التجنيس في البحرين
0 التعليقات:
إرسال تعليق