الأحد، 5 أغسطس 2012

سارة .. ارجو ان تسامحينى !! قصة قصيرة



 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
سارة .. ارجو ان تسامحينى !! 

قصة قصيرة 


بقلم / إيمى الاشقر

جلست بجواره و هو يحتضر لينهى سلسلة ايام حياته التى عاشها و شاركته اياها 
نظر فى عينيها و الخوف و الرعب من شىء فى نفسه يملأ عيناه و الدموع تنهمر منها و كأنه يرى شىء لا احد سواه يراه !! و بيده التى تكاد تكون فارقت الحياه تعلق بثيابها و بصوت مرتعش قال لها , لا تتركينى , ارجوكِ سامحينى .. فصمتت طويلا و شردت بعيدا و تلعثم لسانها رافضا النطق بكلمة السماح , ظل ممسكا بثيابها مرددا .. لاتتركينى .. لا تتركينى  و كأنه يريد ان ياخذها معه الى العالم الاخر حتى لا يذهب وحيدا, اما هى فلقد تركته بوجدانها الحزين المقهور و ابحرت فى بحر الذل و العذاب و القهر الذى غرقت به منذ ان تزوجته و باتت ملك يده , و قد كان تزوجها رغما عنها و بعد ممارسة الضغوط على اهلها و خوفا منه و من جبروته لم يكن امامهم سوى الموافقه على الزواج منها و كان يكبرها باكثر من ثلاثين عام , نظرت فى عيناه فرات الذل بهما و هما من كانوا نظرتهم اليها تملأها رعبا و خوفا , لمست بحذر و ترقب شديد يداه التى باتت ضعيفه لا تقوى على التعلق بثيابها و كأنها تريد ان تسألها , هل انتِ  اليد التى كانت بقوتها تجعلنى انزف دما ؟ التى صفعتنى على وجهى مرارا و تكرارا ؟ التى دفعتنى لاسقط ارضا و امسح تراب الارض بوجهى ؟.. ظلت جالسه بجواره تنظر اليه و تنصت الى حديثه و لكنها لا تراه امامها  بل ترى شريط سينمائى لمجموعه من المشاهد المتتاليه  التى تمر امام عيناها سريعا للوحش المجرد من الانسانيه الذى اخذها و هى لاتزال صغيرة بريئه و مزق برائتها و حطم قلبها و اسقاها ذلا و مرارا فى كل يوم من ايام حياتها حتى ظنت ان هذا الذل  ليس له نهايه و ستظل هكذا حتى تموت قهرا , و لكن جاء اليوم الذى ينتهى فيه هذا المخلوق المتوحش الذى يهوى التملك بعد ان اصابه مرض لا شفاء منه لترحل ايامه و يتلاشى جبروته و كأنه لم يكن له وجود .. و لكن ستظل الذكرى محفوره بعمق فى اعماق وجدانها و لن يموت الماضى فى قلبها .
عجبا منك يا ابن ادم تتكبر و تتجبر و تبطش بجبروت و كأن قدرتك ليس فوقها قدره و كانك لن تعود الى ربك ليحاسبك !! و عندما تأتى نهايتك و ترى بعيناك بداية رحلة رحيلك عن الدنيا لترحل وحيدا تطلب العفو و السماح , الم تكن تعلم ان كل شىء الى زوال ؟؟

إيمى الاشقر 
مدونتى : لا استطيع النسيان 
http://emyalashkar.maktoobblog.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق